التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
٤٠
فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ
٤١
-النازعات

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

واعلم أن هذين الوصفان مضادان للوصفين اللذين وصف الله أهل النار بهما فقوله: { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ } ضد قوله: { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } [النازعات: 17] وقوله: { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } ضد قوله: { وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } [النازعات: 38] واعلم أن الخوف من الله، لا بد وأن يكون مسبوقاً بالعلم بالله على ما قال: { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء } [فاطر: 28] ولما كان الخوف من الله هو السبب المعين لدفع الهوى، لا جرم قدم العلة على المعلول، وكما دخل في ذينك الصفتين جميع القبائح دخل في هذين الوصفين جميع الطاعات والحسنات، وقيل: الآيتان نزلتا في أبي عزيز بن عمير ومصعب بن عمير، وقد قتل مصعب أخاه أبا عزيز يوم أحد، ووقى رسول الله بنفسه حتى نفذت المشاقص في جوفه.