التفاسير

< >
عرض

مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
١٩
-عبس

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

ثم أجاب عن ذلك الاستفهام بقوله: { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } ولا شك أن النطفة شيء حقير مهين والغرض منه أن من كان أصله (من) مثل هذا الشيء الحقير، فالنكير والتجبر لا يكون لائقاً به.

ثم قال: { فَقَدَّرَهُ } وفيه وجوه: أحدها قال الفراء: قدره أطواراً نطفة ثم علقة إلى آخر خلقه وذكراً أو أنثى وسعيداً أو شقياً وثانيها: قال الزجاج: المعنى قدره على الاستواء كما قال: { { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } [الكهف: 37]، وثالثها: يحتمل أن يكون المراد وقدر كل عضو في الكمية والكيفية بالقدر اللائق بمصلحته، ونظيره قوله: { وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } [الفرقان: 2]. وأما المرتبة الثانية: وهي المرتبة المتوسطة فهي قوله تعالى: