التفاسير

< >
عرض

وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ
٢٢
وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ
٢٣
وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
٢٤
-التكوير

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

ثم قال تعالى: { وَمَا صَـاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } واحتج بهذه الآية من فضل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إنك إذا وازنت بين قوله: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَـاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } [التكوير: 21,19] وبين قوله: { وَمَا صَـاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } ظهر التفاوت العظيم: { وَلَقَدْ رَءاهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } يعني حيث تطلع الشمس في قول الجميع، وهذا مفسر في سورة النجم { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } أي وما محمد على الغيب بظنين والغيب ههنا القرآن وما فيه من الأنباء والقصص والظنين المتهم يقال: ظننت زيدا في معنى اتهمته، وليس من الظن الذي يتعدى إلى مفعولين، والمعنى ما محمد على القرآن بمتهم أي هو ثقة فيما يؤدي عن الله، ومن قرأ بالضاد فهو من البخل يقال ضننت به أضن أي بخلت، والمعنى ليس ببخيل فيما أنزل الله، قال الفراء: يأتيه غيب السماء، وهو شيء نفيس فلا يبخل به عليكم، وقال أبو علي الفارسي: المعنى أنه يخبر بالغيب فيبينه ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ذلك ويمتنع من إعلامه حتى يأخذ عليه حلواناً، واختار أبو عبيدة القراءة الأولى لوجهين: أحدهما: أن الكفار لم يبخلوه، وإنما اتهموه فنفي التهمة أولى من نفي البخل وثانيها: قوله: { عَلَى ٱلْغَيْبِ } ولو كان المراد البخل لقال بالغيب لأنه يقال: فلان ضنين بكذا وقلما يقال على كذا.