التفاسير

< >
عرض

الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
١
-الرعد

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } تقدّم القول فيها. { وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني وهذا القرآن ٱلذي أنزل إليك. { مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ } لا كما يقول المشركون: إنك تأتي به من تلقاء نفسك؛ فاعتصم به، وٱعمل بما فيه. قال مقاتل: نزلت حين قال المشركون: إن محمداً أتى بالقرآن من تلقاء نفسه. «وَالَّذِي» في موضع رفع عطفاً على «آيَاتُ» أو على الابتداء، و«الْحَقُّ» خبره؛ ويجوز أن يكون موضعه جراً على تقدير: وآيات الذي أنزل إليك، وارتفاع «الحقّ» على هذا على إضمار مبتدأ، تقديره: ذلك الحق؛ كقوله تعالى: { وَهُمْ يَعْلَمُونَ. ٱلْحَقَّ } [البقرة: 75 ـ 146] يعني ذلك الحقّ. قال الفرّاء: وإن شئت جعلت «الَّذِي» خفضاً نعتاً للكتاب، وإن كانت فيه الواو كما يقال: أتانا هذا الكتاب عن أبي حفص والفاروق؛ ومنه قول الشاعر:

إلى الملِكِ القَرْمِ وٱبنِ الهُمَامِولَيْثِ الْكَتِيبَةِ فِي المُزْدَحم

يريد: إلى الملك ٱلْقَرْمِ بن الهمام، ليثِ الكَتيبة. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }.