التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
-إبراهيم

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } تقدّم معناه. { لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ } أي بالكتاب، وهو القرآن، أي بدعائك إليه. { مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي من ظلمات الكفر والضلالة والجهل إلى نور الإيمان والعلم؛ وهذا على التمثيل؛ لأن الكفر بمنزلة الظلمة؛ والإسلام بمنزلة النور. وقيل: من البدعة إلى السُّنة، ومن الشك إلى اليقين؛ والمعنى متقارب. { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } أي بتوفيقه إياهم ولطفه بهم، والباء في «بِإِذْنِ رَبِّهِمْ» متعلقة بـ«ـتخرج» وأضيف الفعل إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه الداعي والمنذر الهادي. { إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } هو كقولك: خرجت إلى زيد العاقِل الفاضِل من غير واو، لأنهما شيء واحد؛ والله هو العزيز الذي لا مثل له ولا شبيه. وقيل: «الْعَزِيز» الذي لا يغلبه غالب. وقيل: «الْعَزِيزِ» المنيع في ملكه وسلطانه. «الْحَمِيدِ» أي المحمود بكل لسان، والممجد في كل مكان على كل حال. وروى مِقْسَم عن ٱبن عباس قال: كان قوم آمنوا بعيسى ابن مريم، وقوم كفروا به، فلما بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر الذين آمنوا بعيسى؛ فنزلت هذه الآية، ذكره الماورديّ.