التفاسير

< >
عرض

وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ
٨٥
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨٦
-الحجر

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي للزوال والفناء. وقيل: أي لأجازي المحسن والمسيء؛ كما قال: { { وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى } [النجم: 31]. { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } أي لكائنة فيُجزى كل بعمله. { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } مثلُ { { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } [المزمل: 10] أي تجاوز عنهم يا محمد، واعف عفواً حسناً؛ ثم نسخ بالسيف. قال قتادة: نسخه قوله: { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ }. وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لهم: "لقد جئتكم بالذَّبْح وبُعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراعة" ؛ قاله عكرمة ومجاهد. وقيل: ليس بمنسوخ، وأنه أمرٌ بالصفح في حق نفسه فيما بينه وبينهم. والصفح: الإعراض؛ عن الحسن وغيره. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ } أي المقدّر للخلق والأخلاق. { ٱلْعَلِيمُ } بأهل الوفاق والنفاق.