التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ
٤٥
وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٤٦
-الأنبياء

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ } أي أخوّفكم وأحذّركم بالقرآن. { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ } أي من أصم الله قلبه، وختم على سمعه، وجعل على بصره غشاوة، عن فهم الآيات وسماع الحق. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن السَّمَيقع «وَلاَ يُسْمَعُ» بياء مضمومة وفتح الميم على ما لم يسم فاعله «الصُّمُّ» رفعاً أي إن الله لا يُسمعهم. وقرأ ابن عامر والسلمي أيضاً، وأبو حيوة ويحيـى بن الحرث «وَلاَ تُسْمِعُ» بتاء مضمومة وكسر الميم «الصُّمَّ» نصباً؛ أي إنك يا محمد «لاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ»؛ فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. ورد هذه القراءة بعض أهل اللغة. وقال: وكان يجب أن يقول: إذا ما تنذرهم. قال النحاس: وذلك جائز؛ لأنه قد عرف المعنى.

قوله تعالى: { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ } قال ابن عباس: طرف. قال قتادة: عقوبة. ابن كيسان: قليل وأدنى شيء؛ مأخوذة من نفح المسك. قال:

وعَمْرةُ من سَرَواتِ النِّساءتَنفَّحُ بالمسكِ أَرْدَانُها

ابن جريج: نصيب؛ كما يقال: نفح فلان لفلان من عطائه، إذا أعطاه نصيباً من المال.

قال الشاعر:

لَمّا أَتيتك أرجو فَضْلَ نَائِلِكُمْنَفحْتنِي نَفْحةً طابتْ لها العَرَبُ

أي طابت لها النفس. والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة؛ فالمعنى ولئن مسهم أقل شيء من العذاب. { لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي متعدين فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف.