قوله تعالى: { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد هلاك قوم نوح. { قَرْناً آخَرِينَ } قيل: هم قوم عاد. { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ } يعني هوداً؛ لأنه ما كانت أمة أنشئت في إثر قوم نوح إلا عاد. وقيل: هم قوم ثمود «فأرسلنا فيهم رسولاً» يعني صالحاً. قالوا: والدليل عليه قوله تعالى آخر الآية «فأخذتهم الصيحة»؛ نظيرها:
{ { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ } [هود: 67]. قلت: وممن أخذ بالصيحة أيضاً أصحاب مدين قومُ شعيب، فلا يبعد أن يكونوا هم، والله أعلم. { مِّنْهُمْ } أي من عشيرتهم، يعرفون مولده ومنشأه ليكون سكونهم إلى قوله أكثر.