قوله تعالى: { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } أي عليه توكّلوا فإنه إن يُعِنكم ويمنعكم من عدوّكم لن تُغبلوا. { وَإِن يَخْذُلْكُمْ } يترككم من معونته. { فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } أي لا ينصركم أحد من بعده، أي من بعد خِذلانه إيّاكم؛ لأنه قال: { وَإنْ يَخْذُلْكُمْ } والخِذلان ترك العون. والمخذول: المتروك لا يُعْبَأ به. وخَذَلت الوِحشّية أقامت على ولدها في المرعى وتركت صواحباتها؛ فهي خذول. قال طَرَفة:
خَذُولٌ تُراعِي رَبْرَباً بِخَميلةٍتَناولُ أطرافَ البَرِيرِ وتَرْتَدِي
وقال أيضاً:نظرتْ إليك بعين جاريةخَذَلت صواحبها على طِفْلِ
وقيل: هذا من المقلوب؛ لأنها هي المخذولة إذا تُركت. وتخاذلت رجلاه إذا ضَعُفَتا. قال:وخَـذُولِ الرّجْـل مِـن غيـرِ كَسَـح
ورجل خُذَلة للذي لا يزال يَخْذُل، والله أعلم.