قوله تعالى: { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي تصرفون عن دين الله { مَنْ آمَنَ }. وقرأ الحسن «تُصِدون» بضم التاء وكسر الصاد وهما لغتان: صَدّ وأصَدّ؛ مثل صَل اللحمُ وأصَلَّ إذا أَنْتن، وخَمّ وأخَمّ أيضاً إذا تغيّر. { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } تطلبون لها، فحذف اللام؛ مثل
{ { وَإِذَا كَالُوهُمْ } } [المطففين: 3]. يقال: بغيت له كذا أي طلبته. وأبغيته كذا أي أعنته. والعِوَج: المَيْل والزَّيغ (بكسر العين) في الدَّين والقول والعمل وما خرج عن طريق الاستواء. و (بالفتح) في الحائِط والجدار وكل شخص قائم؛ عن أبي عبيدة وغيره. ومعنى قوله تعالى: { يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ } [طه: 108] أي لا يقدرون أن يَعُوجُوا عن دعائه. وعاج بالمكان وعوّج أقام ووقف. والعائج الواقف؛ قال الشاعر:هلَ أَنتم عائجون بنا لَعَنّانرى العَرَصاتِ أو أثَر الخيام
والرجل الأعوج: السَيء الخلق، وهو بيِّن العَوَج. والعُوج من الخيل التي في أرجلها تَحْنِيب. والأَعْوجِيّة من الخيل تُنسب إلى فرس كان في الجاهلية سابقا. ويقال: فرس مُحَنّب إذا كان بعيد ما بين الرجلين بغير فَحَج، وهو مَدْحٌ. ويقال: الحَنَب ٱعوجاجٌ في السَّاقَين. قال الخليل التَّحْنيب يوصف في الشدّة، وليس ذلك باعوجاج. قوله تعالى: { وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ } أي عقلاء. وقيل: شهداء أنّ في التوراة مكتوبا أن دِين الله الذي لا يُقبل غيرهُ الإسلام، إذ فيه نعتُ محمد صلى الله عليه وسلم.