التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ
٥٨
كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٩
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ
٦٠
-الروم

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي مِن كل مَثَل يدلُّهم على ما يحتاجون إليه، وينبههم على التوحيد وصدق الرسل. { وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } أي معجزة؛ كفلق البحر والعصا وغيرهما { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ } يا معشر المؤمنين. { إِلاَّ مُبْطِلُونَ } أي تتبعون الباطل والسحر { كَذَلِكَ } أي كما طبع الله على قلوبهم حتى لا يفهموا الآيات عن الله فكذلك { يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أدلّة التوحيد { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي اصبر على أذاهم فإن الله ينصرك. { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } أي لا يستفزنّكَ عن دينك { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } قيل: هو النضر بن الحارث. والخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد أمته؛ يقال: استخف فلان فلاناً أي استجهله حتى حمله على اتباعه في الغيّ. وهو في موضع جزم بالنهي، أُكّد بالنون الثقيلة فبُنَي على الفتح كما يبنى الشيئان إذا ضم أحدهما إلى الآخر. «الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ» في موضع رفع، ومن العرب من يقول: اللذون في موضع الرفع. وقد مضى في «الفاتحة».