التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٨
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٩
قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ
٣٠
-سبأ

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } أي وما أرسلناك إلا للناس كافة أي عامة؛ ففي الكلام تقديم وتأخير. وقال الزجاج: أي وما أرسلناك إلا جامعاً للناس بالإنذار والإبلاغ. والكافة بمعنى الجامع. وقيل: معناه كافا للَّناس، تكفهم عما هم فيه من الكفر وتدعوهم إلى الإسلام. والهاء للمبالغة. وقيل: أي إلا ذا كافة، فحذف المضاف، أي ذا منع للناس من أن يَشِذُّوا عن تبليغك، أو ذا منع لهم من الكفر، ومنه: كف الثوبَ، لأنه ضم طرفيه. { بَشِيراً } أي بالجنة لمن أطاع. { وَنَذِيراً } من النار لمن كفر. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ما عند الله وهم المشركون؛ وكانوا في ذلك الوقت أكثر من المؤمنين عدداً. { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } يعني موعدكم لنا بقيام الساعة. { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فقال الله تعالى: { قُل } لهم يا محمد: { لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } فلا يغرّنكم تأخيره. والميعاد الميقات. ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت؛ أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي. وقيل: أراد بهذا اليوم يوم بدر؛ لأن ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى. وأجاز النحويون «ميعاد يومٌ» على أن يكون «ميعادٌ» ابتداء و«يومٌ» بدل منه، والخبر «لكم». وأجازوا «ميعادٌ يوماً» يكون ظرفاً، وتكون الهاء في «عنه» ترجع إلى «يوم» ولا يصح «ميعادُ يومَ لا تستأخرون» بغير تنوين، وإضافة «يوم» إلى ما بعده إذا قدّرت الهاء عائدة على اليوم، لأن ذلك يكون من إضافة الشيء إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة. ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم.