التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ
٦٩
فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ
٧٠
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ
٧١
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ
٧٢
فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ
٧٣
إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ
٧٤
-الصافات

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } أي صادفوهم كذلك فاقتدوا بهم. { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } أي يسرعون؛ عن قتادة. وقال مجاهد: كهيئة الهرولة. قال الفراء: الإهراع الإسراع برعدة. وقال أبو عبيدة: «يُهْرَعُونَ» يُستحَثون من خلفهم. ونحوه قول المبرّد. قال: المُهْرَع المستحث؛ يقال: جاء فلان يُهْرَع إلى النار إذا ٱستحثه البرد إليها. وقيل: يُزعَجون من شدّة الإسراع؛ قاله الفضل. الزجاج: يقال هُرِع وأُهْرِع إذا ٱستحث وأزعج.

قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي من الأمم الماضية. { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } أي رسلاً أنذروهم العذاب فكفروا. { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي آخر أمرهم. { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } أي الذين ٱستخلصهم اللّه من الكفر. وقد تقدّم. ثم قيل: هو ٱستثناء من «الْمُنْذَرِينَ». وقيل هو من قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } [الصافات: 71].