التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٩
قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٥٠
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
٥١
أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥٢
-الزمر

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا } قيل: إنها نزلت في حُذَيفة بن المغيرة. { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } قال قتادة: { عَلى عِلْمٍ } عندي بوجوه المكاسب، وعنه أيضاً { عَلَى عِلْمٍ } على خير عندي. وقيل: { عَلَى عِلْمٍ } أي على علم من الله بفضلي. وقال الحسن: { عَلَى عِلْمٍ } أي بعلم علمني الله إياه. وقيل: المعنى أنه قال قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة؛ فقال الله: { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي بل النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها. قال الفراء: أنث «هي» لتأنيث الفتنة، ولو كان بل هو فتنة لجاز. النحاس: التقدير بل أعطيته فتنة. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا يعلمون أن إعطاءهم المال اختبار.

قوله تعالى: { قَدْ قَالَهَا } أنث على تأنيث الكلمة. { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني الكفار قبلهم كقارون وغيره حيث قال: «إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْم عِنْدِي». { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } «ما» للجحد أي لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئاً. وقيل: أي فما الذي أغنى أموالهم؟ فـ«ـما» استفهام. { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي جزاء سيئات أعمالهم. وقد يسمى جزاء السيئة سيئة. { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي أشركوا { مِنْ هَـٰؤُلاَءِ } الأمة { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي بالجوع والسيف. { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين الله ولا سابقيه. وقد تقدّم.

قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } خص المؤمن بالذكر؛ لأنه هو الذي يتدبر الآيات وينتفع بها. ويعلم أن سعة الرزق قد يكون مكراً واستدراجاً، وتقتيره رفعة وإعظاماً.