التفاسير

< >
عرض

فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ
٦٥
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٦٦
-الزخرف

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى:{ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } قال قتادة: يعني ما بينهم، وفيهم قولان: أحدهما ـ أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، خالف بعضهم بعضاً؛ قاله مجاهد والسُّدّي. الثاني ـ فرق النصارى من النُّسْطُورِية والملكية واليعاقبة، اختلفوا في عيسى؛ فقالت النسطورية: هو ٱبن الله. وقالت اليعاقبة: هو الله. وقالت الملكية: ثالث ثلاثة أحدهم الله؛ قاله الكلبي ومقاتل، وقد مضى هذا في سورة «مريم». { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي كفروا وأشركوا؛ كما في سورة «مريم». { مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } أي أليم عذابه؛ ومثله: ليل نائم؛ أي ينام فيه. { هَلْ يَنظُرُونَ } يريد الأحزاب لا ينتظرون. { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ } يريد القيامة. { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } أي فجأة. { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يفطنون. وقد مضى في غير موضع. وقيل: المعنى لا ينتظر مشركو العرب إلا الساعة. ويكون «اْلأَحْزَابُ» على هذا، الذين تحزّبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وكذّبوه من المشركين. ويتصل هذا بقوله تعالى: { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ }.