قوله تعالى:{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } يعني القرآن، أي سهّلناه بلغتك عليك وعلى من يقرؤه { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي يتعظون وينزجرون. ونظيره: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }. فختم السورة بالحثّ على ٱتباع القرآن وإن لم يكن مذكوراً، كما قال في مفتتح السورة: إِنَّا أَنْزَلْنَاه فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ،
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } [القدر: 1] على ما تقدّم. { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } أي انتظر ما وعدتك من النصر عليهم إنهم منتظرون لك الموت؛ حكاه النقاش. وقيل: ٱنتظر الفتح من ربك إنهم منتظرون بزعمهم قهرك. وقيل: ٱنتظر أن يحكم الله بينك وبينهم فإنهم ينتظرون بك رَيْب الحَدَثان. والمعنى متقارب. وقيل ٱرتقب ما وعدتك من الثواب فإنهم كالمنتظرين لما وعدتهم من العقاب. وقيل: ٱرتقب يوم القيامة فإنه يوم الفصل، وإن لم يعتقدوا وقوع القيامة، جعلوا كالمرتقبين لأن عاقبتهم ذلك. والله تعالى أعلم.