التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ
٣٦
إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ
٣٧
-محمد

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى:{ إِنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } تقدّم في «الأنعام». { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } شرط وجوابه { وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } أي لا يأمركم بإخراج جميعها في الزكاة؛ بل أمر بإخراج البعض؛ قاله ابن عُيينة وغيره. وقيل: «لاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ» لنفسه أو لحاجة منه إليها؛ إنما يأمركم بالإنفاق في سبيله ليرجع ثوابه إليكم. وقيل: «لاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَـكُمْ» إنما يسألكم أمواله؛ لأنه المالك لها وهو المنعم بإعطائها. وقيل: ولا يسألكم محمد أموالكم أجراً على تبليغ الرسالة. نظيره: { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } [الفرقان: 75] الآية. { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ } يلحّ عليكم؛ يقال: أحفى بالمسألة وألحف وألحّ بمعنًى واحد. والحَفِيّ المستقصِي في السؤال؛ وكذلك الإحفاء الاستقصاء في الكلام والمنازعة. ومنه أحفى شاربه أي استقصى في أخذه. { تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } أي يخرج البخل أضغانكم. قال قتادة: قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان. وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن مُحَيصِن وحميد «وتَخرُج» بناء مفتوحة وراء مضمومة. «أَضْغَانُكُمْ» بالرفع لكونه الفاعل. وروى الوليد عن يعقوب الحضرميّ «ونخرج» بالنون. وأبو معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو «ويخرج» بالرفع في الجيم على القطع والاستئناف والمشهور عنه «ويُخْرِج» كسائر القرّاء، عطف على ما تقدّم.