التفاسير

< >
عرض

لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً
٥
-الفتح

الجامع لاحكام القرآن

أي أنزل السكينة ليزدادوا إيماناً. ثم تلك الزيادة بسبب إدخالهم الجنة. وقيل: اللام في «لِيُدْخِلَ» يتعلق بما يتعلق به اللام في قوله: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ» { وَكَانَ ذَلِكَ } أي ذلك الوعد من دخول مكة وغفران الذنوب. { عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } أي نجاة من كل غم، وظفراً بكل مطلوب. وقيل: لما قرأ النبيّ صلى الله عليه وسلم على أصحابه { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } قالوا: هنيئاً لك يا رسول الله، فماذا لنا؟ فنزل: { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ } ولما قرأ { وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } قالوا: هنيئاً لك؛ فنزلت: { { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة: 3] فلما قرأ { وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } نزل في حق الأمة: { وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }. ولما قال: { وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً } نزل: { { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } [الروم:7 4]. وهو كقوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [الأحزاب: 56]. ثم قال: { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ } [الأحزاب:3 4] ذكره القشيريّ.