التفاسير

< >
عرض

وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
-الذاريات

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَفِي ثَمُودَ } أي وفيهم أيضاً عبرة وآية حين قيل لهم عيشوا متمتعين بالدنيا { حَتَّىٰ حِينٍ } أي إلى وقت الهلاك وهو ثلاثة أيام كما في هود: { { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } [هود: 65]. وقيل: معنى «تَمَتَّعُوا» أي أسلموا وتمتعوا إلى وقت فراغ آجالكم. { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } أي خالفوا أمر الله فعقروا الناقة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } أي الموت. وقيل: هي كل عذاب مهلك. قال الحسين بن واقد: كلّ صاعقة في القرآن فهو العذاب. وقرأ عمر بن الخطاب وحميد وٱبن مُحَيْصِن ومجاهد والكسائي «الصَّعْقَةَ» يقال صَعِق الرجلُ صَعْقة وتَصْعاقاً أي غُشِي عليه. وصَعَقتهم السماء أي ألقت عليهم الصاعقة. والصاعقة أيضاً صيحة العذاب وقد مضى في «البقرة» وغيرها. { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إليها نهاراً. { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ } قيل: معناه من نهوض. وقيل: ما أطاقوا أن يستقلوا بعذاب الله وأن يتحملوه ويقوموا به ويدفعوه عن أنفسهم؛ تقول: لا أقوم لهذا الأمر أي لا أطيقه. وقال ابن عباس: أي ذهبت أجسامهم وبقيت أرواحهم في العذاب. { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } أي ممتنعين من العذاب حين أهلكوا، أي ما كان لهم ناصر.