التفاسير

< >
عرض

إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ
٢٣
أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ
٢٤
فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ
٢٥
وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ
٢٦
-النجم

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ } أي ما هي يعني هذه الأوثان { إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ } يعني نحتموها وسميتموها آلهة. { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم } أي قلدتموهم في ذلك. { مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } أي ما أنزل الله بها من حجة ولا برهان. { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } عاد من الخطاب إلى الخبر أي ما يتبع هؤلاء إلى الظن. { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } أي تميل إليه. وقراءة العامة { يَتَّبِعُونَ } بالياء. وقرأ عيسى بن عمر وأيوب وٱبن السَّمَيْقَع «تَتَّبِعُونَ» بالتاء على الخطاب. وهي قراءة ٱبن مسعود وٱبن عباس. { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } أي البيان من جهة الرسول أنها ليست بآلهة. { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } أي ٱشتهى أي ليس ذلك له. وقيل: { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من البنين؛ أي يكون له دون البنات. وقيل: { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من غير جزاء! ليس الأمر كذلك. وقيل: { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من النبوّة أن تكون فيه دون غيره. وقيل: { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } من شفاعة الأصنام؛ نزلت في النضر بن الحرث. وقيل: في الوليد بن المغيرة. وقيل: في سائر الكفار. { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } يعطي من يشاء ويمنع من يشاء لا ما تمنى أحد.

قوله تعالى: { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } هذا توبيخ من الله تعالى لمن عبد الملائكة والأصنام، وزعم أن ذلك يقرّبه إلى اللَّه تعالى، فأعلم أن الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتهم على الله لا تشفع إلا لمن أذن أن يشفع له. قال الأخفش: الملَك واحد ومعناه جمع؛ وهو كقوله تعالى: { { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [الحاقة: 47]. وقيل: إنما ذكر ملَكاً واحداً، لأن كَمْ تدل على الجمع.