التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٥
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٦
-المجادلة

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها. والمحادة المعاداة والمخالفة في الحدود؛ وهو مثل قوله تعالى: { { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [الأنفال:13]. وقيل: { يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ } أي أولياء الله كما في الخبر: «من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة». وقال الزجاج: المحادّة أن تكون في حدّ يخالف حدّ صاحبك. وأصلها الممانعة؛ ومنه الحديد، ومنه الحدّاد للبوّاب. { كُبِتُواْ } قال أبو عبيدة والأخفش: أهلكوا. وقال قتادة: اخْزُوا كما أُخْزِي الذين من قبلهم. وقال ٱبن زيد: عذبوا. وقال السدي: لعنوا. وقال الفراء: غيظوا يوم الخندق. وقيل: يوم بدر. والمراد المشركون. وقيل: المنافقون. { كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }. وقيل: «كُبِتُوا» أي سيكبتون، وهو بشارة من الله تعالى للمؤمنين بالنصر، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريباً للمخبر عنه. وقيل: هي بلغة مَذْحج. { وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } فيمن حادّ الله ورسوله من الذين قبلهم فيما فعلنا بهم. { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }.

قوله تعالى: { يَوْمَ } نصب بـ «ـعَذَابٍ مُهِينٍ» أو بفعل مضمر تقديره وٱذكر تعظيماً لليوم. { يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } أي الرجال والنساء يبعثهم من قبورهم في حالة واحدة { فَيُنَبِّئُهُمْ } أي يخبرهم { بِمَا عَمِلُوۤاْ } في الدنيا { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } عليهم في صحائف أعمالهم { وَنَسُوهُ } هم حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم. { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } مطّلع وناظر لا يخفى عليه شيء.