التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٦٠
قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦١
أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٦٢
-الأعراف

الجامع لاحكام القرآن

«المَلأُ» أشراف القوم ورؤساؤهم. وقد تقدّم بيانه في «البقرة». والضَّلاَلُ والضَّلاَلَةُ: العدول عن طريق الحق، والذهاب عنه. أي إنا لنراك في دعائنا إلى إله واحد في ضلال عن الحق. { أُبَلِّغُكُمْ } بالتشديد من التبليغ، وبالتخفيف من الإبلاغ. وقيل: هما بمعنًى واحد لغتان؛ مثلُ كرَّمه وأكرمه. { وَأَنصَحُ لَكُمْ } النُّصح: إخلاص النية من شَوَائب الفساد في المعاملة، بخلاف الغَشِّ. يقال: نصحته ونصحت له نَصيحةً ونَصاحة ونُصحا. وهو باللام أفصح. قال الله تعالى: «وَأَنْصَحُ لَكُمْ» والاسم النصيحة. والنّصِيح الناصِحُ، وقوم نُصحاء. ورجل ناصح الجَيْب أي نقيّ القلب. قال الأصمعيّ: الناصح الخالص من العسل وغيره. مثلُ الناصع. وكل شيء خَلَص فقد نَصَح. وانتَصَح فلان أقبل على النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إنني لك ناصح. والناصح الخياط. والنِّصاح السلك يُخاط به. والنِّصاحات أيضاً الجلود. قال الأعشى:

فَتَرى الشُّرْبَ نَشَاوَى كلَّهممثل ما مُدّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ

الرُّبَحُ لغة في الرُّبَع، وهو الفَصِيل. والرُّبَح أيضاً طائر. وسيأتي لهذا زيادة معنًى في «براءة» إن شاء الله تعالى.