التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ
٥٤
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
٥٥
وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ
٥٦
-المدثر

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } أي حقًّا إن القرآن عظة. { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } أي ٱتعظ به. { وَمَا يَذْكُرُونَ } أي وما يتعظون { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } أي ليس يقدرون على الاتعاظ والتذكر إلا بمشيئة الله ذلك لهم. وقراءة العامة «يَذْكُرُونَ» بالياء وٱختاره أبو عبيد؛ لقوله تعالى: { { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } [المدثر: 53]. وقرأ نافع ويعقوب بالتاء، وٱختاره أبو حاتم، لأنه أعمّ وٱتفقوا على تخفيفها. { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } في الترمذيّ وسنن ٱبن ماجه عن أنس بن مالك. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } قال: "قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن أُتَّقي فمن ٱتقاني فلم يجعل معي إلٰهاً فأنا أهلٌ أن أغفر له" لفظ الترمذي، وقال فيه: حديث حسن غريب. وفي بعض التفسير: هو أهل المغفرة لمن تاب إليه من الذنوب الكبار، وأهل المغفرة أيضاً للذنوب الصغار، باجتناب الذنوب الكبار. وقال محمد بن نصر: أنا أهلٌ أن يتقيني عبدي، فإن لم يفعل كنت أهلاً أن أغفر له وأرحمه، وأنا الغفور الرحيم.