التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ
٨
فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ
٩
عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ
١٠
-المدثر

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } إذا نفخ في الصور. والناقور: فاعول من النقر؛ كأنه الذي من شأنه أن ينقر فيه للتصويت، والنقر في كلام العرب: الصوت؛ ومنه قول ٱمرىء القيس.

أَخَفِّضُه بالنَّقْرِ لَمَّا عَلَوْتُهُوَيَرْفَعُ طَرْفاً غَيْرَ خَافٍ غَضِيِض

وهم يقولون: نَقَّر بٱسم الرجل إذ دعاه مختصًّا له بدعائه. وقال مجاهد وغيره: هو كهيئة البوق، ويعني به النفخة الثانية. وقيل: الأولى؛ لأنها أوّل الشدّة الهائلة العامة. وقد مضى الكلام في هذا مستوفًى في «النمل» و «الأنعام» وفي كتاب «التذكرة»، والحمد لله. وعن أبي حبَّان قال: أَمَّنَا زُرَارةُ بن أوفى فلما بلغ { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } خَرَّ ميتاً. { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } أي فذلك اليوم يوم شديد { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي على من كفر بالله وبأنبيائه صلى الله عليهم { غَيْرُ يَسِيرٍ } أي غير سهل ولا هيّن؛ وذلك أن عُقَدَهم لا تنحل إلا إلى عُقدة أشدّ منها، بخلاف المؤمنين الموحدين المذنبين فإنها تنحل إلى ما هو أخف منها حتى يدخلوا الجنة برحمة الله تعالى. و «يَوْمَئِذٍ» نصب على تقدير فذلك يوم عسير يومئذ. وقيل: جرّ بتقدير حرف جر، مجازه: فذلك في يومئذ. وقيل: يجوز أن يكون رفعاً إلا أنه بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن.