التفاسير

< >
عرض

أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ
٥
فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ
٦
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ
٧
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ
٨
وَهُوَ يَخْشَىٰ
٩
فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ
١٠
-عبس

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } أي كان ذا ثروة وغِنًى { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } أي تَعَرَّضُ له، وتُصْغِي لكلامه. والتصدِّي: الإصغاء؛ قال الراعي:

تَصَدَّى لوضَّاحٍ كأَنَّ جَبينهسراجُ الدُّجَى يَحْنِي إليه الأساورُ

وأصله تتصدَّد من الصَّدّ، وهو ما ٱستقبلك، وصار قِبالتك؛ يقال: داري صدَدُ داره أي قِبالتها، نُصِب على الظرف. وقيل: من الصَّدَى وهو العطش. أي تتعرض له كما يتعرّض العطشان للماء، والمصَاداة: المعارضة. وقراءة العامة «تَصَدَّى» بالتخفيف، على طرح التاء الثانية تخفيفاً. وقرأ نافع وٱبن مَحيض بالتشديد على الإدغام. { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } أي لا يهتدي هذا الكافر ولا يؤمن، إنما أنت رسول، ما عليك إلا البلاغ.

قوله تعالى: { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } يطلب العلم لله { وَهُوَ يَخْشَىٰ } أي يخاف الله. { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } أي تُعرض عنه بوجهك وتُشْغَل بغيره. وأصله تتلهى؛ يقال: لَهِيتُ عن الشيء أَلْهَى: أي تشاغلت عنه. والتلهي: التغافل. ولَهِيتُ عنه وتَليتُ: بمعنى.