التفاسير

< >
عرض

بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
-الأعلى

الجامع لاحكام القرآن

قراءة العامة «بل تؤثِرون» بالتاء؛ تصديقه قراءة أبيّ «بل أنتم تؤثرون». وقرأ أبو عمرو ونصر بن عاصم «بل يؤثِرون» بالياء على الغيبة؛ تقديره: بل يؤثِرُون الأَشْقون الحياة الدنيا. وعلى الأوّل فيكون تأويلها بل تؤثرون أيُّها المسلمون الاستكثار من الدنيا، للاستكثار من الثواب. وعن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية، فقال: أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة؟ لأن الدنيا حَضَرتْ وعجِلَت لنا طيباتها، وطعامها وشرابها، ولذاتها وبهجتها، والآخرة غُيبت عنا، فأخذنا العاجل، وتركنا الآجل. وروى ثابت عن أنس قال: كُنَّا مع أبي موسى في مسِير، والناس يتكلمون ويذكرون الدنيا. قال أبو موسى: يا أنس، إن هؤلاء يكاد أحدهم يَفْرِي الأديم بلسانه فرياً، فتعال فلنذكر ربنا ساعة. ثم قال: يا أنس، ما ثَبَر الناس! ما بَطَّأَ بهم؟ قلت: الدُّنيا والشيطان والشهوات. قال: لا، ولكن عُجِّلتِ الدنيا، وغُيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عَدَلوا ولا مَيَّلوا.