قوله تعالىٰ: { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي في القعود ولا في الخروج، بل إذا أمرت بشيء ابتدروه؛ فكان الاستئذان في ذلك الوقت من علامات النفاق لغير عذر؛ ولذلك قال: { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }. روىٰ أبو داود عن ابن عباس قال: «لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» نسختها التي في «النور» «إنَّما الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمنُوْا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ـ إلى قوله ـ غَفُورٌ رَحِيمٌ» { أَن يُجَاهِدُواْ } في موضع نصب بإضمار في؛ عن الزجاج. وقيل: التقدير كراهية أن يجاهدوا؛ كقوله:
{ { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } [النساء: 176]. { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } شكّتْ في الدِّين. { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } أي في شكهم يذهبون ويرجعون.