التفاسير

< >
عرض

أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ
٨
-التين

الجامع لاحكام القرآن

أي أتقن الحاكمين صنعاً في كل ما خلق. وقيل: { بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قضاء بالحق، وعدلاً بين الخلق. وفيه تقدير لمن اعترف من الكفار بصانع قديم. وألف الاستفهام إذا دخلت على النفي وفي الكلام معنى التوقيف صار إيجاباً؛ كما قال:

ألَسْـتُـمْ خَـيْـرَ مَـنْ رَكِـب المَـطـايـا

وقيل: { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ * أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ }: منسوخة بآية السيف. وقيل: هي ثابتة؛ لأنه لا تنافي بينهما. وكان ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما إذا قرأا { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } قالا: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين؛ فيختار ذلك. والله أعلم. ورواه الترمذي عن أبي هريرة قال: من قرأ سورة «والتين والزيتون» فقرأ { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين. والله أعلم.