قوله تعالى: { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } يعني ابن آدم. { مِنْ عَلَقٍ } أي من دمٍ؛ جمع عَلقة، والعلقة الدّم الجامد؛ وإذا جرى فهو المسفوح. وقال: «مِنْ عَلَق» فذكره بلفظ الجمع؛ لأنه أراد بالإنسان الجمع، وكلهمْ خُلِقوا من عَلَق بعد النطفة. والعَلَقة: قطعة من دمٍ رَطْب، سميت بذلك لأنها تعلَق لرطوبتها بما تَمُر عليه، فإذا جفت لم تكن عَلقة. قال الشاعر:
تركناه يَخِر على يديهيمج عليهما عَلَق الوَتِينِ
وخَصّ الإنسانَ بالذكر تشريفاً له. وقيل: أراد أن يبين قدرَ نعمته عليه، بأن خلقه من علقة مَهينة، حتى صار بشراً سَوِيًّا، وعاقلاً مميزاً.