مختلف فيها، وآيها إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ ضَبْحاً } أقسم سبحانه بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحاً، وهو صوت أنفاسها عند العدو ونصبه بفعله المحذوف، أو بـ { العاديات } فإنها تدل بالالتزام على الضابحات، أو ضبحاً حال بمعنى ضابحة.
{ فَٱلمُورِيَـٰتِ قَدْحاً } فالتي توري النار، والإِيراء إخراج النار يقال قدح الزند فأورى.
{ فَٱلْمُغِيرٰتِ } يغير أهلها على العدو. { صُبْحاً } أي في وقته.
{ فَأَثَرْنَ } فهيجن. { بِهِ } بذلك الوقت. { نَقْعاً } غباراً أو صياحاً.
{ فَوَسَطْنَ بِهِ } فتوسطن بذلك الوقت أو بالعدو، أو بالنقع أي ملتبسات به. { جَمْعاً } من جموع الأعداء،
"روي: أنه عليه الصلاة والسلام بعث خيلاً فمضت أشهر لم يأته منهم خبر فنزلت" . ويحتمل أن يكون القسم بالنفوس العادية أثر كما لهن الموريات بأفكارهن أنوار المعارف، والمغيرات على الهوى والعادات إذا ظهر لهن مثل أنوار القدس، { فَأَثَرْنَ بِهِ } شوقاً { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } من مجموع العليين. { إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ } لكفور من كَنَدِ النعمة كنوداً، أو لعاص بلغة كندة، أو لبخيل بلغة بني مالك وهو جواب القسم.
{ وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ } وإن الإِنسان على كنوده { لَشَهِيدٌ } يشهد على نفسه لظهور أثره عليه، أو أن الله سبحانه وتعالى على كنوده لشهيد فيكون وعيداً.
{ وَإِنَّهُ لِحُبّ ٱلْخَيْرِ } المال من قوله سبحانه وتعالى:
{ إِن تَرَكَ خَيْرًا } [البقرة: 180] أي مالاً. { لَشَدِيدٌ } لبخيل أو لقوي مبالغ فيه. { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ } بعث. { مَا فِى ٱلْقُبُورِ } من الموتى وقرىء «بحثر» و «بحت».
{ وَحُصّلَ } جمع محصلاً في الصحف أو ميز. { مَا فِى ٱلصُّدُورِ } من خير أو شر، وتخصيصه لأنه الأصل.
{ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة. { لَّخَبِيرٌ } عالم بما أعلنوا وما أسروا فيجازيهم عليه، وإنما قال { مَا } ثم قال { بِهِمُ } لاختلاف شأنهم في الحالين، وقرىء { أن } و «خبير» بلا لام. عن النبي صلى الله عليه وسلم
"من قرأ سورة والعاديات أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً" .