التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
١
فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً
٢
فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً
٣
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً
٤
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً
٥
إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
٦
وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
٧
وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
٨
أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ
٩
وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ
١٠
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
١١
-العاديات

انوار التنزيل واسرار التأويل

مختلف فيها، وآيها إحدى عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ ضَبْحاً } أقسم سبحانه بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحاً، وهو صوت أنفاسها عند العدو ونصبه بفعله المحذوف، أو بـ { العاديات } فإنها تدل بالالتزام على الضابحات، أو ضبحاً حال بمعنى ضابحة.

{ فَٱلمُورِيَـٰتِ قَدْحاً } فالتي توري النار، والإِيراء إخراج النار يقال قدح الزند فأورى.

{ فَٱلْمُغِيرٰتِ } يغير أهلها على العدو. { صُبْحاً } أي في وقته.

{ فَأَثَرْنَ } فهيجن. { بِهِ } بذلك الوقت. { نَقْعاً } غباراً أو صياحاً.

{ فَوَسَطْنَ بِهِ } فتوسطن بذلك الوقت أو بالعدو، أو بالنقع أي ملتبسات به. { جَمْعاً } من جموع الأعداء، "روي: أنه عليه الصلاة والسلام بعث خيلاً فمضت أشهر لم يأته منهم خبر فنزلت" . ويحتمل أن يكون القسم بالنفوس العادية أثر كما لهن الموريات بأفكارهن أنوار المعارف، والمغيرات على الهوى والعادات إذا ظهر لهن مثل أنوار القدس، { فَأَثَرْنَ بِهِ } شوقاً { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } من مجموع العليين.

{ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ } لكفور من كَنَدِ النعمة كنوداً، أو لعاص بلغة كندة، أو لبخيل بلغة بني مالك وهو جواب القسم.

{ وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ } وإن الإِنسان على كنوده { لَشَهِيدٌ } يشهد على نفسه لظهور أثره عليه، أو أن الله سبحانه وتعالى على كنوده لشهيد فيكون وعيداً.

{ وَإِنَّهُ لِحُبّ ٱلْخَيْرِ } المال من قوله سبحانه وتعالى: { إِن تَرَكَ خَيْرًا } [البقرة: 180] أي مالاً. { لَشَدِيدٌ } لبخيل أو لقوي مبالغ فيه.

{ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ } بعث. { مَا فِى ٱلْقُبُورِ } من الموتى وقرىء «بحثر» و «بحت».

{ وَحُصّلَ } جمع محصلاً في الصحف أو ميز. { مَا فِى ٱلصُّدُورِ } من خير أو شر، وتخصيصه لأنه الأصل.

{ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة. { لَّخَبِيرٌ } عالم بما أعلنوا وما أسروا فيجازيهم عليه، وإنما قال { مَا } ثم قال { بِهِمُ } لاختلاف شأنهم في الحالين، وقرىء { أن } و «خبير» بلا لام. عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة والعاديات أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً" .