التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ
١
فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ
٢
وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

انوار التنزيل واسرار التأويل

مختلف فيها، وآيها سبع آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

{ أَرَأَيْتَ } استفهام معناه التعجب، وقرىء «أريت» بلا همز إلحاقاً بالمضارع، ولعل تصديرها بحرف الاستفهام سهل أمرها و «أرأيتك» بزيادة الكاف. { ٱلَّذِى يُكَذّبُ بِٱلدّينِ } بالجزاء أو الإِسلام والذي يحتمل الجنس والعهد ويؤيد الثاني قوله:

{ فَذَلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } يدفعه دفعاً عنيفاً. وهو أبو جهل كان وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه، أو أبو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقرعه بعصاه، أو الوليد بن المغيرة، أو منافق بخيل. وقرىء «يَدع» أي يترك.

{ وَلاَ يَحُضُّ } أهله وغيرهم. { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتب الجملة على { يُكَذّبُ } بالفاء.

{ فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ } أي غافلون غير مبالين بها.

{ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَاءونَ } يرون الناس أعمالهم ليروهم الثناء عليهم.

{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } الزكاة أو ما يتعاور في العادة والفاء جزائية. والمعنى إذا كان عدم المبالاة باليتيم من ضعف الدين والموجب للذم والتوبيخ فالسهو عن الصلاة التي هي عماد الدين والرياء الذي هو شعبة من الكفر، ومنع الزكاة التي هي قنطرة الإِسلام أحق بذلك ولذلك رتب عليها الويل، أو للسببية على معنى { فَوَيْلٌ } لهم، وإنما وضع المصلين موضع الضمير للدلالة على سوء معاملتهم مع الخالق والخلق.

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة أرأيت غفر له أن كان للزكاة مؤدياً" .