{ هُنَالِكَ } في ذلك المقام وتلك الحال. { ٱلْوَلَـٰيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقّ } النصرة له وحدة لا يقدر عليها غيره تقديراً لقوله { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ } أو ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة كما نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن ويعضده قوله: { هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } أي لأوليائه. وقرأ حمزة والكسائي بالكسر ومعناه السلطان والملك أي هنالك السلطان له لا يغلب ولا يمنع منه، أو لا يعبد غيره كقوله تعالى
{ { فَإِذَا رَكِبُواْ ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ } [العنكبوت: 65] فيكون تنبيهاً على أن قوله { يٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ } كان عن اضطرار وجزع مما دهاه. وقيل { هُنَالِكَ } إشارة إلى الآخرة وقرأ أبو عمرو والكسائي { ٱلْحَقّ } بالرفع صفة للولاية، وقرىء بالنصب على المصدر المؤكد، وقرأ عاصم وحمزة «عُقْبًا» بالسكون، وقرىء «عُقْبَىٰ» وكلها بمعنى العاقبة.