{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن زعم أن له شريكاً. { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقّ لَمَّا جَاءَهُ } يعني الرسول أو الكتاب، وفي { لَّمّاً } تسفيه لهم بأن لم يتوافقوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا إلى التكذيب أول ما سمعوه. { أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْكَـٰفِرِينَ } تقرير لثوائهم كقوله:
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا
أي ألا يستوجبون الثواء فيها وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب، أو لاجترائهم أي ألم يعلموا أن { فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْكَـٰفِرِينَ } حتى اجترؤوا مثل هذه الجراءة. { وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا } في حقنا وإطلاق المجاهدة ليعم جهاد الأعادي الظاهرة والباطنة بأنواعه. { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا، أو لنزيدنهم هداية إلى سبيل الخير وتوفيقاً لسلوكها كقوله تعالى:
{ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى } [محمد: 17] وفي الحديث "من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم" { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } بالنصر والإِعانة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين" .