التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ
٨
-آل عمران

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا } من مقال الراسخين. وقيل: استئناف والمعنى لا تزغ قلوبنا عن نهج الحق إلى اتباع المتشابه بتأويل لا ترتضيه، قال عليه الصلاة والسلام "قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه على الحق وإن شاء أزاغه عنه" وقيل: لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا. { بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } إلى الحق والإِيمان بالقسمين. من المحكم والمتشابه، وبعد نصب على الظرف، وإذ في موضع الجر بإضافته إليه. وقيل إنه بمعنى إن. { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً } تزلفنا إليك ونفوز بها عندك، أو توفيقاً للثبات على الحق أو مغفرة للذنوب. { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ } لكل سؤال، وفيه دليل على أن الهدى والضلال من الله وأنه متفضل بما ينعم على عباده لا يجب عليه شيء.