التفاسير

< >
عرض

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٢٥
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ
٢٦
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ
٢٧
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٨
قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
٢٩
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ
٣٠
-السجدة

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَـٰمَةِ } يقضي فيميز الحق من الباطل بتمييز المحق من المبطل. { فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } من أمر الدين.

{ أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ } الواو للعطف على منوي من جنس المعطوف والفاعل ضمير ما دل عليه. { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مّنَ ٱلْقُرُونِ } أي كثرة من أهلكناهم من القرون الماضية، أو ضمير الله بدليل القراءة بالنون. { يَمْشُونَ فِى مَسَـٰكِنِهِمْ } يعني أهل مكة يمرون في متاجرهم على ديارهم، وقرىء «يَمْشُونَ» بالتشديد. { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } سماع تدبر واتعاظ.

{ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَاءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } التي جرز نباتها أي قطع وأزيل لا التي لا تنبت لقوله: { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } وقيل اسم موضع باليمن. { تَأْكُلُ مِنْهُ } من الزرع. { أَنْعَـٰمُهُمْ } كالتين والورق. { وَأَنفُسِهِمْ } كالحب والثمر. { أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } فيستدلون به على كمال قدرته وفضله.

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } النصر أو الفصل بالحكومة من قوله { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا } [الأعراف: 89] { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في الوعد به.

{ قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِيَمَـٰنُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } وهو يوم القيامة فإنه يوم نصر المؤمنين على الكفرة والفصل بينهم. وقيل يوم بدر أو يوم فتح مكة، والمراد بالذين كفروا المقتولون منهم فيه فإنهم لا ينفعهم إيمانهم حال القتل ولا يمهلون وانطباقه جواباً على سؤالهم من حيث المعنى باعتبار ما عرف من غرضهم، فإنهم لما أرادوا به الاستعجال تكذيباً واستهزاء أجيبوا بما يمنع الاستعجال.

{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تبال بتكذيبهم، وقيل هو منسوخ بآية السيف. { وَٱنتَظِرْ } النصرة عليهم. { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } الغلبة عليك، وقرىء بالفتح على معنى أنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم أو أن الملائكة ينتظرونه.

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ "ألم تنزيل، تبارك الذي بيده الملك أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر" وعنه من قرأ «ألم تنزيل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام».