{ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ} كان أصله يصب من فوق رؤوسهم الحميم فقيل يصب من {فَوْقَ} رؤوسهم {عَذَابِ } هو {ٱلْحَمِيمُ } للمبالغة، ثم أضيف الـ {عَذَابِ } إلى {ٱلْحَمِيمُ } للتخفيف وزيد من الدلالة على أن المصبوب بعض هذا النوع.
{ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } أي وقولوا له ذلك استهزاء به وتفريعاً على ما كان يزعمه، وقرأ الكسائي «أنك» بالفتح أي ذق لأنك أو {عَذَابِ} {إِنَّكَ}.
{إِنَّ هَذَا} إن هذا الـ {عَذَابِ}. {مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} تشكون وتمارون فيه.
{إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ} في موضع إقامة، وقرأ نافع وابن عامر بضم الميم {أَمِين} يأمن صاحبه عن الآفة والانتقال.
{فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ} بدل من مقام جيء به للدلالة على نزاهته، واشتماله على ما يستلذ به من المآكل والمشارب.
{يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} خبر ثان أو حال من الضمير في الجار أو استئناف، والسندس ما رَقَّ من الحرير والاستبرق ما غلظ منه معرب استبره، أو مشتق من البراقة. {مُّتَقَـٰبِلِينَ} في مجالسهم ليستأنس بعضهم ببعض. {كَذٰلِكَ } الأمر كذلك أو آتيناهم مثل ذلك. {وَزَوَّجْنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ} قرناهم بهن ولذلك عدي بالباء، والحوراء البيضاء والعيناء عظيمة العينين، واختلف في أنهن نساء الدنيا أو غيرها.
{يَدْعُونَ فِيهَا بِكلّ فَـٰكِهَةٍ } يطلبون ويأمرون بإحضار ما يشتهون من الفواكه لا يتخصص شيء منها بمكان ولا بزمان. {ءامِنِينَ} من الضرر.
{لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ} بل يحيون فيها دائماً، والاستثناء منقطع أو متصل والضمير للآخرة و {ٱلْمَوْتُ } أول أحوالها، أو الجنة والمؤمن يشارفها بالموت ويشاهدها عنده فكأنه فيها، أو الإِستثناء للمبالغة في تعميم النفي وامتناع {ٱلْمَوْتُ } فكأنه قال: {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ } إلا إذا أمكن ذوق الموتة الأولى في المستقبل. {وَوَقَـٰهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } وقرىء «وَوَقَـٰهُمْ» على المبالغة.
{فَضْلاً مّن رَّبّكَ} أي أعطوا كل ذلك عطاء وتفضلاً منه. وقرىء بالرفع أي ذلك فضل. {ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ} لأنه خلاص عن المكاره وفوز بالمطالب.
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـٰهُ بِلَسَانِكَ} سهلناه حيث أنزلناه بلغتك وهو فذلكة السورة. {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} لعلهم يفهمونه فيتذكرون به ما لم يتذكروا.
{فَٱرْتَقِبْ} فانتظر ما يحل بهم. {إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ} منتظرون ما يحل بك. عن النبي صلى الله عليه وسلم
"من قرأ حم الدخان ليلة جمعة أصبح مغفوراً له" .