التفاسير

< >
عرض

وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ
٥٢
وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ
٥٣
فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ
٥٤
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ
٥٥
هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ
٥٦
أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ
٥٧
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ
٥٨
أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ
٥٩
وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ
٦٠
وَأَنتُمْ سَامِدُونَ
٦١
فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ
٦٢
-النجم

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَقَوْمَ نُوحٍ } أيضاً معطوف عليه. { مِن قَبْلُ } من قبل عاد وثمود. { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } من الفريقين لأنهم كانوا يؤذونه وينفرون عنه ويضربونه حتى لا يكون به حراك.

{ وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ } والقرى التي ائتفكت بأهلها أي انقلبت وهي قرى قوم لوط. { أَهْوَىٰ } بعد أن رفعها فقلبها.

{ فَغَشَّـٰهَا مَا غَشَّىٰ } فيه تهويل وتعميم لما أصابهم.

{ فَبِأَىّ آلاَءِ رَبّكَ تَتَمَارَىٰ } تتشكك والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لكل أحد والمعدودات وإن كانت نعماً ونقماً سماها { ءالآء } من قبل ما في نقمه من العبر والمواعظ للمعتبرين، والانتقام للأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين.

{ هَـٰذَا نَذِيرٌ مّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } أي هذا القرآن إنذار من جنس الإِنذارات المتقدمة، أو هذا الرسول نذير من جنس المنذرين الأولين.

{ أَزِفَتِ ٱلأزِفَةُ } دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله تعالى: { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ }.

{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } ليس لها نفس قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله لكنه لا يكشفها، أو الآن بتأخيرها إلا الله، أو ليس لها كاشفة لوقتها إلا الله إذ لا يطلع عليه سواه، أو ليس لها من غير الله كشف على أنها مصدر كالعافية.

{ أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } يعني القرآن { تَعْجَبُونَ } إنكاراً.

{ وَتَضْحَكُونَ } استهزاء. { وَلاَ تَبْكُونَ } تحزناً على ما فرطتم.

{ وَأَنتُمْ سَـٰمِدُونَ } لاهون أو مستكبرون من سمد البعير في مسيره إذا رفع رأسه، أو مغنون لتشغلوا الناس عن استماعه من الثمود وهو الغناء.

{ فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ } أي واعبدوه دون الآلهة.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة النجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وجحد به بمكة" .