التفاسير

< >
عرض

فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٢٤
أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
٢٥
سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ
٢٦
إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ
٢٧
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ
٢٨
فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ
٢٩
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٠
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ
٣١
وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٣٢
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ
٣٣
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ
٣٤
نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ
٣٥
-القمر

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ فَقَالُواْ أَبَشَراً مّنَّا } من جنسنا أو من حملنا لا فضل له علينا، وانتصابه بفعل يفسره وما بعده وقرىء بالرفع على الابتداء والأول أوجه للاستفهام. { وٰحِداً } منفرداً لاتبع له أو من آحادهم دون أشرافهم. { نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِى ضَلَـٰلٍ وَسُعُرٍ } جمع سعير كأنه عكسوا عليه فرتبوا على اتباعهم إياه ما رتبه على ترك اتباعهم له، وقيل السعر الجنون ومنه ناقة مسعورة.

{ ءَأُلْقِي ٱلذّكْرُ } الكتاب أو الوحي. { عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } وفينا من هو أحق منه بذلك. { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } حمله بطره على الترفع علينا بادعائه إياه.

{ سَيَعْلَمُونَ غَداً } عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة. { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } الذي حمله أشره على الاستكبار عن الحق وطلب الباطل أصالح عليه السلام أم من كذبه؟ وقرأ ابن عامر وحمزة ورويس ستعلمون على الالتفات أو حكاية ما أجابهم به صالح، وقرىء «ٱلأشِرُ» كقولهم حذر في حذر و «ٱلأشِرُ» أي الأبلغ في الشرارة وهو أصل مرفوض كالأخير.

{ إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ } مخرجوها وباعثوها. { فِتْنَةً لَّهُمْ } امتحاناً لهم. { فَٱرْتَقِبْهُمْ } فانتظرهم وتبصر ما يصنعون. { وَٱصْطَبِرْ } على أذاهم.

{ وَنَبّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } مقسوم لها يوم ولهم يوم، و { بَيْنَهُمْ } لتغليب العقلاء. { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } يحضره صاحبه في نوبته أو يحضره عنه غيره. { فَنَادَوْاْ صَـٰحِبَهُمْ } قدار بن سالف أحيمر ثمود { فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } فاجترأ على تعاطي قتلها فقتلها أو فتعاطى السيف فقتلها والتعاطي تناول الشيء بتكلف.

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً } صيحة جبريل عليه السلام. { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } كالشجر اليابس المتكسر الذي يتخذه من يعمل الحظيرة لأجلها أو كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء، وقرىء بفتح الظاء أي كهشيم الحظيرة أو الشجر المتخذ لها.

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُذَكّرٌ }. { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ }. { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـٰصِباً } ريحاً تحصبهم بالحجارة أي ترميهم. { إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـٰهُم بِسَحَرٍ } في سحر وهو آخر الليل أو مسحرين.

{ نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا } إنعاماً منا وهو علة لنجينا. { كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ } نعمتنا بالإِيمان والطاعة.