التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٣
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ
١٤
وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
١٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٦
رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ
١٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٨
مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
١٩
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ
٢٠
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢١
يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ
٢٢
فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٣
وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ
٢٤
-الرحمن

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } الخطاب للثقلين المدلول عليهما بقوله: { لِلأَنَامِ } وقوله: { أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ }.

{ خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِن صَلْصَـٰلٍ كَٱلْفَخَّارِ } الصلصال الطين اليابس الذي له صلصلة، والفخار الخزف وقد خلق الله آدم من تراب جعله طيناً ثم حمأ مسنوناً، ثم صلصالاً فلا يخالف ذلك قوله خلقه من تراب ونحوه.

{ وَخَلَقَ ٱلْجَانَّ } الجن أو أبا الجن. { مِن مَّارِجٍ } من صاف من الدخان. { مّن نَّارٍ } بيان لـ { مَّارِجٍ } فإنه في الأصل للمضطرب من مرج إذ اضطرب.

{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مما أفاض عليكما في أطوار خلقتكما حتى صيركما أفضل المركبات وخلاصة الكائنات.

{ رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما.

{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مما في ذلك من الفوائد التي لا تحصى، كاعتدال الهواء واختلاف الفصول وحدوث ما يناسب كل فصل فيه إلى غير ذلك.

{ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسلهما من مرجت الدابة إذا أرسلتها، والمعنى أرسل البحر الملح والبحر العذب. { يَلْتَقِيَانِ } يتجاوران ويتماس سطوحهما، أو بحري فارس والروم يلتقيان في المحيط لأنهما خليجان يتشعبان منه.

{ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } حاجز من قدرة الله تعالى أو من الأرض. { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة وإبطال الخاصية، أو لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما.

{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانِ } كبار الدر وصغاره، وقيل المرجان الخرز الأحمر، وإن صح أن الدر يخرج من الملح فعلى الأول إنما قال منهما لأنه مخرج من مجتمع الملح والعذب، أو لأنهما لما اجتمعا صارا كالشيء الواحد فكأن المخرج من أحدهما كالمخرج منهما. وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب { يَخْرُجُ }، وقرىء «نُخْرِجُ» و «يَخْرُجُ» بنصب { الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ }.

{ فَبِأَىّ ءَالاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ } أي السفن جمع جارية، وقرىء بحذف الياء ورفع الراء كقوله:

لَهَا ثَنَايَا أَرْبَعٌ حِسَانٌ ــ ــ وَأَرْبَعٌ فَكُلُهَا ثَمَانٍ.

{ المُنْشَآتُ } المرفوعات الشرع، أو المصنوعات وقرأ حمزة وأبو بكر بكسر الشين أي الرافعات الشرع، أو اللاتي ينشئن الأمواج أو السير. { فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَـٰمِ } كالجبال جمع علم وهو الجبل الطويل.