التفاسير

< >
عرض

سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ
٦
هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ
٧
يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٨
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٩
وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ
١٠
وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
١١
-المنافقون

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } لرسوخهم في الكفر. { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } الخارجين عن مظنة الاستصلاح لانهماكهم في الكفر والنفاق.

{ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } أي للأنصار. { لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } يعنون فقراء المهاجرين.

{ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } بيده الأرزاق والقسم. { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } ذلك لجهلهم بالله.

{ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ } روي أن أعرابياً نازع أنصارياً في بعض الغزوات على ماء، فضرب الأعرابي رأسه بخشبة، فشكى إلى ابن أُبيّ فقال: لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينفضوا، وإذا رجعنا إلى المدينة فليخرجن الأعز منها الأذل، عنى بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرىء « لَيُخْرِجَنَّ» بفتح الياء و «لَيُخْرِجَنَّ » على بناء المفعول و «لنخرجن» بالنون، ونصب «ٱلأعَزُّ» و « ٱلأذَلَّ» على هذه القراءات مصدر أو حال على تقدير مضاف كخروج أو إخراج أو مثل. { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ولله الغلبة والقوة ولمن أعزه من رسوله والمؤمنين.

{ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } من فرط جهلهم وغرورهم.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها عن ذكره الصلوات وسائر العبادات المذكرة للمعبود، والمراد نهيهم عن اللهو بها. وتوجيه النهي إليها للمبالغة ولذا قال: { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } أي اللهوا بها وهو الشغل. { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } لأنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.

{ وَأَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰكُمْ } بعض أموالكم إدخاراً للآخرة. { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } أي يرى دلالته { فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى } هلا أمهلتني. { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } أمد غير بعيد. { فَأَصَّدَّقَ } فأتصدق. { وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } بالتدارك، وجزم { أَكُنْ } للعطف على موضع الفاء وما بعده، وقرأ أبو عمروا «وأكون» منصوباً عطفاً على { فأصادق }، وقرىء بالرفع على وأنا أكون فيكون عدة بالصلاح.

{ وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً } ولن يمهلها. { إِذَا جَاء أَجَلُهَا } آخر عمرها. { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } فمجاز عليه، وقرأ أبو بكر بالياء ليوافق ما قبله في الغيبة.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة المنافقين برىء من النفاق" .