التفاسير

< >
عرض

قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٢٣
قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢٦
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ
٢٧
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٨
قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٩
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ
٣٠
-الملك

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِى أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ } لتسمعوا المواعظ. { وَٱلأَبْصَـٰرُ } لتنظروا صنائعه. { وَٱلأَفْئِدَةَ } لتتفكروا وتعتبروا. { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } باستعمالها فيما خلقت لأجلها.

{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى ٱلأضرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للجزاء.

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } أي الحشر أو ما وعدوا به من الخسف والحاصب. { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } يعنون النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين.

{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي علم وقته. { عَندَ ٱللَّهِ } لا يطلع عليه غيره. { وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } والإِنذار يكفي فيه العلم بل الظن بوقوع المحذر منه.

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي الوعد فإنه بمعنى الموعود. { زُلْفَةً } ذا زلفة أي قرب منهم. { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بأن علتها الكآبة وساءتها رؤية العذاب. { وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء، أو { تَدْعُونَ } أن لا بعث فهو من الدعوى.

{ قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ } أماتني. { وَمَن مَّعِىَ } من المؤمنين. { أَوْ رَحِمَنَا } بتأخير آجالنا. { فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } أي لا ينجيهم أحد من العذاب متنا أو بقينا، وهو جواب لقولهم { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ }

[الطور: 30] { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } الذي أدعوكم إليه مولى النعم كلها. { آمَنَّا بِهِ } للعلم بذلك { وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } للوثوق عليه والعلم بأن غيره بالذات لا يضر ولا ينفع، وتقديم الصلة للتخصيص والإِشعار به. { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } منا ومنكم، وقرأ الكسائي بالياء.

{ قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } غائراً في الأرض بحيث لا تناله الدلاء مصدر وصف به. { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ } جار أو ظاهر سهل المأخذ.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر" .