التفاسير

< >
عرض

وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ
١٣
وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ
١٤
كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ
١٥
نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ
١٦
تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
١٧
وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ
١٨
إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً
٢١
-المعارج

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَفَصِيلَتِهِ } وعشيرته الذين فصل عنهم { ٱلَّتِى تُؤْوِيِه } تضمه في النسب أو عند الشدائد.

{ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من الثقلين أو الخلائق { ثُمَّ يُنجِيهِ } عطف على { يفتدى } أي ثم ينجيه الافتداء و { ثُمَّ } للاستبعاد.

{ كَلاَّ } ردع للمجرم عن الودادة ودلالة على أن الافتداء لا ينجيه { إِنَّهَا } الضمير للنار أو مبهم يفسره { لَظَىٰ } وهو خبر أو بدل أو للقصة و { لَظَىٰ } مبتدأ خبره:

{ نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ } وهو اللهب الخالص وقيل علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب وقرأ حفص عن عاصم { نَزَّاعَةً } بالنصب على الاختصاص أو الحال المؤكدة أو المتنقلة على أن { لَظَىٰ } بمعنى متلظية والشوى والأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس.

{ تَدْعُواْ } تجذب وتحضر كقول ذي الرمة:

تدعو أنفه الريب

مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فرَّ عنها وقيل تدعو زبانيتها وقيل تدعو تهلك من قولهم دعاه الله إذا أهلكه { مَنْ أَدْبَرَ } عن الحق { وَتَوَلَّىٰ } عن الطاعة.

{ وَجَمَعَ فَأَوْعَى } وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه حرصاً وتأميلاً.

{ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً } شديد الحرص قليل الصبر.

{ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } الضر { جَزُوعاً } يكثر الجزع.

{ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } السعة { مَنُوعاً } يبالغ بالإِمساك والأوصاف الثلاثة أحوال مقدرة أو محققة لأنها طبائع جبل الإنسان عليها و { إِذَا } الأولى ظرف لـ { جَزُوعاً } والأخرى لـ { مَنُوعاً }.