التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً
٤
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً
٥
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً
٦
وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً
٧
وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
٨
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً
٩
وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً
١٠
وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
١١
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
١٢
-الجن

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا } إبليس أو مردة الجن. { عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } قولاً ذا شطط وهو البعد ومجاوزة الحد، أو هو شطط لفرط ما أشط فيه، وهو نسبة الصاحبة والولد إلى الله.

{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } اعتذار عن اتباعهم السفيه في ذلك بظنهم أن أحداً لا يكذب على الله، و { كَذِبًا } نصب على المصدر لأنه نوع من القول أو الوصف المحذوف، أي قولاً مكذوباً فيه، ومن قرأ «ن لَّن تَقُولَ»أَ كيعقوب جعله مصدراً لأن التقول لا يكون إلا { كَذِبًا }.

{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ ٱلْجِنّ } فإن الرجل كان إذا أمسى بقفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه. { فَزَادوهُمْ } فزادوا الجن باستعاذتهم بهم. { رَهَقاً } كبراً وعتواً، أو فزاد الجن والإِنس غياً بأن أصلوهم حتى استعاذوا بهم، والرهق في الأصل غشيان الشيء.

{ وَأَنَّهُمْ } وأن الإِنس. { ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } أيها الجن أو بالعكس، والآيتان من كلام الجن بعضهم أو استئناف كلام من الله تعالى، ومن فتح { أن } فيهما جعلهما من الموحى به. { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } ساد مسد مفعولي { ظَنُّواْ }.

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء } طَلَبنا بلوغ السماء أو خبرها، واللمس مستعار من المس للطلب كالجس يقال ألمسه والتمسه وتلمسه كطلبه واطلبه وتطلبه. { فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَساً } حراساً اسم جمع كالخدم. { شَدِيداً } قوياً وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها. { وَشُهُباً } جمع شهاب وهو المضيء المتولد من النار.

{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ } مقاعد خالية عن الحرس والشهب، أو صالحة للترصد والاستماع، و { لِلسَّمْعِ } صلة لـ { نَقْعُدُ } أو صفة لـ { مَقَـٰعِدَ }. { فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } أي شهاباً راصداً له ولأجله يمنعه عن الاستماع بالرجم، أو ذوي شهاب راصدين على أنه اسم جمع للراصد، وقد مر بيان ذلك في «الصافات».

{ وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلأَرْضِ } بحراسة السماء. { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } خيراً.

{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ } المؤمنون الأبرار. { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي قوم دون ذلك فحذف الموصوف وهم المقتصدون. { كُنَّا طَرَائِقَ } ذوي طرائق أي مذاهب، أو مثل طرائق في اختلاف الأحوال أو كانت طرائقنا طرائق. { قِدَداً } متفرقة مختلفة جمع قدة من قد إذا قطع.

{ وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا. { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ } كائنين في الأرض أينما كنا فيها. { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها إلى السماء، أو لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمراً ولن نعجزه هرباً إلى طلبنا.