التفاسير

< >
عرض

نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً
٢٨
إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٢٩
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
٣٠
يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
٣١
-الإنسان

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ نَّحْنُ خَلَقْنَـٰهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ } وأحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب. { وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَـٰلَهُمْ تَبْدِيلاً } وإذا شئنا أهلكناهم و { بَدَّلْنَا أَمْثَـٰلَهُمْ تَبْدِيلاً } في الخلقة، وشدة الأسر يعني النشأة الثانية ولذلك جيء بـ { إِذَا } أو بدلنا غيرهم ممن يطيع { وَإِذَا } لتحقق القدرة وقوة الداعية.

{ إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } الإِشارة إلى السورة أو الآيات القريبة، { فَمَن شَاءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ سَبِيلاً } تقرب إليه بالطاعة.

{ وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ ٱللَّهُ } وما تشاءون ذلك إلا وقت أن يشاء الله مشيئتكم، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «يَشَاءونَ » بالياء. { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } بما يستأهل كل أحد. { حَكِيماً } لا يشاء إلا ما تقتضيه حكمته.

{ يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِى رَحْمَتِهِ } بالهداية والتوفيق للطاعة. { وَٱلظَّـٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } نصب { ٱلْظَّـٰلِمِينَ } بفعل يفسره { أَعَدَّ لَهُمْ } مثل أوعد وكافأ ليطابق الجملة المعطوف عليها، وقرىء بالرفع على الابتداء.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنة وحريراً" .