التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٨
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٩
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ
٣٢
كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ
٣٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٤
هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ
٣٥
-المرسلات

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } بأمثال هذه النعم.

{ ٱنطَلِقُواْ } أي يقال لهم انطلقوا. { إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } من العذاب.

{ ٱنطَلِقُواْ } خصوصاً وعن يعقوب { ٱنطَلِقُواْ } على الإِخبار عن امتثالهم للأمر اضطراراً. { إِلَىٰ ظِلّ } يعني ظل دخان جهنم كقوله تعالى: { { وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ } { ذِى ثَلَـٰثِ شُعَبٍ } يتشعب لعظمه كما ترى الدخان العظيم يتفرق. تفرق الذوائب، وخصوصية الثلاث إما لأن حجاب النفس عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم، أو لأن المؤدي إلى هذا العذاب هو القوة الواهمة الحالية في الدماغ والغضبية التي في يمين القلب والشهوية التي في يساره، ولذلك قيل شعبة تقف فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره.

{ لاَّ ظَلِيلٍ } تهكم بهم ورد لما أوهم لفظ الـ { ظِلّ }. { وَلاَ يُغْنِى مِنَ ٱللَّهَبِ } وغير مغن عنهم من حر اللهب شيئاً.

{ إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } أي كل شرارة { كَٱلْقَصْرِ } في عظمها، ويؤيده أنه قرىء «بشرار»، وقيل هو جمع قصرة وهي الشجرة الغليظة، وقرىء« كَٱلْقَصْرِ » بمعنى القصور كرهن ورهن و« كَٱلْقَصْرِ » جمع قصرة كحاجة وحوج، و «كالصر» جمع قصرة وهي أصل العنق والهاء للشعب.

{ كَأَنَّهُ جَمَالاتٌ } جمع جمال أو جمالة جمع جمل. { صُفْرٌ } فإن الشرار بما فيه من النارية يكون أصفر، وقيل سود لأن سواد الإِبل يضرب إلى الصفرة، والأول تشبيه في العظم وهذا في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط وسرعة الحركة، وقرأ حمزة والكسائي وحفص { جِمَـٰلَةٌ } وعن يعقوب { جُمَالاَتٌ } بالضم جمع جُمالة، وقد قرىء بها وهي الحبل الغليظ من حبال السفينة شبهه بها في امتداده والتفافه.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } أي بما يستحق فإن النطق بما لا ينفع كلا نطق، أو بشيء من فرط الدهشة والحيرة وهذا في بعض المواقف، وقرىء بنصب الـ «يَوْمَ» أي هذا الذي ذكر واقع يومئذ.