التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
٣٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٧
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ
٣٨
فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
٣٩
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٠
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ
٤١
وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
٤٢
كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٤٣
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٤٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٥
كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ
٤٦
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٧
وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ
٤٨
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٤٩
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
٥٠
-المرسلات

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } عطف { فَيَعْتَذِرُونَ } على { يُؤْذَنَ } ليدل على نفي الإِذن والاعتذار عقيبه مطلقاً، ولو جعله جواباً لدل على أن عدم اعتذارهم لعدم الإذن فأوهم ذلك أن لهم عذراً لكن لا يؤذن لهم فيه.

{ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } بين المحق والمبطل. { جَمَعْنَـٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } تقرير وبيان للفصل.

{ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا وإظهار لعجزهم.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } إذ لا حيلة لهم في التخلص من العذاب.

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } عن الشرك لأنهم في مقابلة المكذبين. { فِى ظِلَـٰلٍ وَعُيُونٍ }.

{ وَفَوٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } مستقرون في أنواع الترفه.

{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي مقولاً لهم ذلك.

{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } في العقيدة.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } يمحض لهم العذاب المخلد ولخصومهم الثواب المؤبد.

{ كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } حال من المكذبين أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك، تذكيراً لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم المقيم.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } حيث عرضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتع القليل.

{ وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ } أطيعوا وأخضعوا أو صلوا أو اركعوا في الصلاة. إذ روي: أنه نزل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفاً بالصلاة فقالوا: لا نجبي أي لا نركع فإنها مسبة. وقيل هو يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. { لاَ يَرْكَعُونَ } لا يمتثلون واستدل به على أن الأمر للوجوب وأن الكفار مخاطبون بالفروع.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن. { يُؤْمِنُونَ } إذا لم يؤمنوا به وهو معجز في ذاته مشتمل على الحجج الواضحة والمعاني الشريفة.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين" .