التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ
٢
ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
٣
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٤
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٥
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً
٦
وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً
٧
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً
٨
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً
٩
وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً
١٠
وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً
١١
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
-النبأ

انوار التنزيل واسرار التأويل

مكية، وآيها إحدى وأربعون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ } أصله عما فحذف الألف لما مر، ومعنى هذا الاستفهام تفخيم شأن ما يتساءلون عنه كأنه لفخامته خفي جنسه فيسأل عنه، والضمير لأهل مكة كانوا يتساءلون عن البعث فيما بينهم، أو يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين عنه استهزاء كقولهم: يتداعونهم ويتراءونهم أي يدعونهم ويرونهم، أو للناس.

{ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } بيان لشأن المفخم أو صلة { يَتَسَاءلُونَ } و { عَمَّ } متعلق بمضمر مفسر به، ويدل عليه قراءة يعقوب: «عمه».

{ ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } بجزم النفي والشك فيه، أو بالإقرار والإِنكار.

{ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ردع عن التساؤل ووعيد عليه.

{ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } تكرير للمبالغة و { ثُمَّ } للإشعار بأن الوعيد الثاني أشد، وقيل الأول عند النزع والثاني في القيامة، أو الأول للبعث والثاني للجزاء. وعن ابن عامر «ستعلمون» بالتاء على تقدير قل لهم ستعلمون.

{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَـٰداً وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } تذكير ببعض ما عاينوا من عجائب صنعه الدالة على كمال قدرته ليستدلوا بذلك على صحة البعث كما مر تقريره مراراً، وقرىء «مهداً» أي أنها لهم كالمهد للصبي مصدر سمي به ما يمهد لينوم عليه.

{ وَخَلَقْنَـٰكُمْ أَزْوٰجاً } ذكراً وأنثى.

{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } قطعاً عن الإِحساس والحركة استراحة للقوى الحيوانية وإزاحة لكلاهما، أو موتاً لأنه أحد التوفيين ومنه المسبوت للميت، وأصله القطع أيضاً.

{ وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِبَاساً } غطاء يستتر بظلمته من أراد الاختفاء.

{ وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } وقت معاش تتقلبون فيه لتحصيل ما تعيشون به، أو حياة تنبعثون فيها عن نومكم.

{ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } سبع سموات أقوياء محكمات لا يؤثر فيها مرور الدهور.

{ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } متلألئاً وقاداً من وهجت النار إذا أضاءت، أو بالغاً في الحرارة من الوهج وهو الحر والمراد الشمس.