التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً
٣٨
ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً
٣٩
إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً
٤٠
-النبأ

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } تقرير وتوكيد لقوله { لاَّ يَمْلِكُونَ }، فإن هؤلاء الذين هم أفضل الخلائق وأقربهم من الله إذا لم يقدروا أن يتكلموا بما يكون صواباً كالشفاعة لمن ارتضى إلا بإذنه، فكيف يملكه غيرهم و { يَوْمٍ } ظرف لـ { لاَّ يَمْلِكُونَ }، أو لـ { يَتَكَلَّمُونَ } و { ٱلرُّوحُ } ملك موكل على الأرواح أو جنسها، أو جبريل عليه السلام أو خلق أعظم من الملائكة.

{ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } الكائن لا محالة. { فَمَن شَاء ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ } إلى ثوابه. { مَـئَاباً } بالإيمان والطاعة.

{ إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } يعني عذاب الآخرة، وقربه لتحققه فإن كل ما هو آت قريب ولأن مبدأه الموت. { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } يرى ما قدمه من خير أو شر، و { ٱلْمَرْء } عام. وقيل هو الكافر لقوله: { إِنَّا أَنذَرْنَـٰكُمْ } فيكون الكافر ظاهراً وضع موضع الضمير لزيادة الذم، و { مَا } موصولة منصوبة بينظر أو استفهامية منصوبة بـ { قَدَّمْتُ }، أي ينظر أي شيء قدمت يداه. { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ ٱلْكَافِرُ يَـٰلَيْتَنِى كُنتُ تُرٰباً } في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف، أو في هذا اليوم فلم أبعث، وقيل يحشر سائر الحيوانات للاقتصاص ثم ترد تراباً فيود الكافر حالها.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة عم سقاه الله برد الشراب يوم القيامة" .