التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
١٢
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ
١٣
فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ
١٤
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ
١٥
إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
١٦
ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
١٧
فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ
١٨
وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ
١٩
فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ
٢٠
فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ
٢١
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ
٢٢
فَحَشَرَ فَنَادَىٰ
٢٣
فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ
٢٤
فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ
٢٥
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
٢٦
-النازعات

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَـٰسِرَةٌ } ذات خسران أو خاسر أصحابها، والمعنى أنها إن صحت فنحن إذاً خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم.

{ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } متعلق بمحذوف أي لا يستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية.

{ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في بطنها، والساهرة والأرض البيضاء المستوية سميت بذلك لأن السراب يجري فيها من قولهم: عين ساهرة للتي يجري ماؤها وفي ضدها نائمة، أو لأن سالكها يسهر خوفاً وقيل اسم لجهنم.

{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } أليس قد أتاك حديثه فيسليك على تكذيب قومك وتهددهم عليه بأن يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم.

{ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } قد مر بيانه في سورة «طه».

{ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } على إرادة القول، وقرىء «أن أذهب» لما في النداء من معنى القول.

{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } هل لك ميل إلى أن تتطهر من الكفر والطغيان، وقرأ الحجازيان ويعقوب« تَزَكَّىٰ » بالتشديد.

{ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبّكَ } وأرشدك إلى معرفته. { فَتَخْشَىٰ } بأداء الواجبات وترك المحرمات، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة وهذا كالتفصيل لقوله: { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً }

[طه: 44] { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } أي فذهب وبلغ فأراه المعجزة الكبرى وهي قلب العصا حية فإنه كان المقدم والأصل، أو مجموع معجزاته فإنها باعتبار دلالتها كالآية الواحدة.

{ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } فكذب موسى وعصى الله عز وجل بعد ظهور الآية وتحقق الأمر.

{ ثُمَّ أَدْبَرَ } عن الطاعة. { يَسْعَىٰ } ساعياً في إبطال أمره أو أدبر بعدما رأى الثعبان مرعوباً مسرعاً في مشيه.

{ فَحَشَرَ } فجمع السحرة أو جنوده. { فَنَادَىٰ } في المجمع بنفسه أو بمناد.

{ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } أعلى كل من يلي أمركم.

{ فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } أخذا منكلاً لمن رآه، أو سمعه في الآخرة بالإِحراق وفي الدنيا بالإِغراق، أو على كلمته { ٱلآخِرَةَ } وهي هذه وكلمته الأولى وهو قوله: { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } [القصص: 38] أو للتنكيل فيهما، أو لهما، ويجوز أن يكون مصدراً مؤكداً مقدراً بفعله.

{ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَىٰ } لمن كان من شأنه الخشية.